s n a p s h o t s Home

Monday, August 13, 2007

وأنا كمان


كان ثلاثتنا جالسين على السور العريض للمدرسه التى يستخدم اولاد حينا والاحياء المجاوره ملعبها ، جلسنا فوق السور نشاهد إحدى المباريات بنصف أهتمام ونتسامر ، كنا ما بين الثانية عشر والثالثة عشر عاماٌ

تسامرنا حتى قال أحدنا لسبب لا أذكره : " بابا مبيشتمش أبداٌ .. لايمكن يقول اى لفظ وحش" ثم عدد بعض فضائل ابوه وأستشهد ببعض المواقف الساذجه .

ثم تكلمت أنا فقلت " بابا نادر اوى لما بيقول لفظ وحش ، بس لما حد يستفزه جدا"

أما ثالثنا - وكعادة حلقات الحكى فى هذا السن - فقد استشعر ان دوره قد حان ليتكلم، مفاخرا بأباه بالطبع، وكان ابوه رجل استقال من وظيفته الحكوميه وافتتح محلا متوسط الحجم للبقاله ولوازم المنزل و المدارس، وقد اشتهرالأب بأنه رجل عصبى سليط اللسان، يتشاجر مع الماره من الأطفال العابرين لمدارسهم او المراهقين الصغار الذين يتسكعون فى الطريق حول المدرسه، كان يثور بسبب او بدون سبب ، فيطلق سيول من السباب القذر وقد يسعده حظه المريض احيانا فيمسك بأحد الصبية الصغار فيوسعه ضرباٌ، غير أنه كان رغم ذلك جبانا ولا يختلق هذه المشاكل الا مع الاولاد الصغار ويتجنب المراهقين الكبار ولا يشترك أبدا فى اى شجار جاد فى الحى.


وكان صاحبنا يعلم هذا جيدا، ويعلم اننا نعلمه جيدا، أشفقت عليه من حرج الموقف ولكننى لم أفعل شيئا

سكت ثلاثتنا دهرٌا، وساد صمت وترقب، ثم فجأه قال صاحبنا : وأنا كمان أبويا مبيشتمش ..

Labels: